السبت، 14 يونيو 2014

قصة القناعة بالرزق


في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت أرملة فقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة .
إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و القناعة التي هي كنز لا يفنى . ولكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف جيد.
و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة ,إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة .
و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم ,أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب.
 نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندس في أحضانها ,رغم تبللهما هما الاثنان. فأسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا.
و قال لأمه : ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟

فما أجمل الرضا بما قسم الله  فإنه مصدر السعادة و هدوء البال.

القناعة:
هي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه) [رواه مسلم].
كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما عند غيره.

فضل القناعة:
لإنسان القانع حب الله و حب الناس، والقناعة تحقق خيرا عظيما في الدنيا والآخرة،  فهي كنز لا ينفد، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنها أفضل الغنى، فقال: (ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس) [متفق عليه]. فالمسلم  القانع يعيش في راحة وأمن واطمئنان دائم، أما الطماع فإنه يعيش مهموما.
 وقال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) [الترمذي وابن ماجه]. 
فالمسلم عندما يشعر بالقناعة والرضا بما قسمه الله له يكون غنيا عن الناس، عزيزًا بينهم، لا يذل لأحد منهم. أما طمع الانسان، ورغبته في الزيادة يجعله ذليلا إلى الناس، فاقدا لعزته وكرامته،ولا يشعر ببركة في الرزق. قال صلى الله عليه وسلم: (وارْضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)[الترمذي وأحمد].
و ان المسلم يقنع بما قسم الله له فيما يتعلق بالدنيا، أما في عمل الخير والأعمال الصالحة فإنه يحرص دائمًا على المزيد من الخيرات.
قصة القناعة بالرزق
  • تعليقات Blogger
  • تعليقات Facebook

0 comments:

إرسال تعليق